الجمعة، ٨ شباط ٢٠٠٨

توتر أمني وحظر للتجوال في بعقوبة اثر إعلان مجاميع الصحوة وقف نشاطاتها

بغداد (رويترز) - اعلنت الشرطة العراقية يوم الجمعة حظرا للتجوال في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى شمالي بغداد وقالت مصادر رسمية في المحافظة ان الاعلان يأتي اثر قيام مجاميع الصحوة في المحافظة بتعليق نشاطاتها وايقاف كافة انواع التعاون مع القوات الامنية العراقية والامريكية.

وقال النقيب زيد عامر من شرطة بعقوبة ان قيادة الشرطة في المحافظة "اعلنت اليوم الجمعة اعلانا مفتوحا لحظر شامل للتجوال في مدينة بعقوبة منذ صباح اليوم (الجمعة) وحتى اشعار اخر."

ورفض عامر اعطاء تفاصيل اخرى لكنه قال ان "هذا الاعلان اتخذ بسبب الوضع الامني المتأزم الذي تشهده المدينة حاليا."

وتقع بعقوبة على مسافة 65 كيلومترا الى الشمال من بغداد وهي عاصمة محافظة ديالى. وتعتبر المحافظة احدى مناطق التوتر الشديد في البلاد بسبب العديد من العمليات المسلحة الدامية التي شهدتها.

ورغم التحسن الامني الذي شهدته المحافظة والتي يسكنها خليط من السكان يشكل السنة العرب النسبة الاكبر فيهم الا انها مازالت تشهد بين الحين والاخر مثل هذه العمليات.

وكشفت مصادر للشرطة ان اعلان حظر التجوال ياتي بعد اعلان مجاميع قوات الصحوة في المحافظة "وقف نشاطاتها وكافة انواع تعاونها مع القوات الامريكية والعراقية."

واضافت هذه المصادر ان "هذا التعليق ياتي اثر رفض السلطات في المحافظة تلبية عدة مطالب تقدمت بها اللجان الشعبية لمجالس الصحوة اهمها المطالبة باقالة مدير الشرطة في المحافظة وخلق توازن في القوات الامنية."

وشكلت مجالس الصحوة قبل عدة اشهر من قبل ابناء عشائر غالبيتهم من السنة العرب وبدعم من السلطات العراقية والجيش الامريكي.

وتمكنت هذه المجالس وخلال فترة قصيرة من ان تكون قوى فاعلة على الارض في اماكن مختلفة من البلاد واستطاعت ان تؤدي دورا حاسما في استتباب الامن في العديد من المحافظات العراقية ومنها محافظة ديالى.

وانضمت المجاميع المسلحة الشعبية لمجالس الصحوة الى الحملة العسكرية التي قادتها قوات امريكية وعراقية في محافظة ديالى قبل عدة اشهر والتي استهدفت اماكن تواجد عناصر تنظيم القاعدة في المحافظة ولعبت هذه المجاميع دورا كبيرا في السيطرة على العديد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة جماعات القاعدة وتولت مهمة الامن في العديد من هذه المناطق والتي كانت عصية على القوات العراقية والامريكية.

وقال مصطفى القيسي احد قادة اللجان الشعبية في مجالس الصحوة في محافظة ديالى لرويترز "مجالس الصحوة تقدمت بعدة مطالب الى السلطات في محافظة ديالى منها طلب اقالة مدير الشرطة في المحافظة وضرورة خلق توازن في القوات الامنية العراقية للمحافظة."

واضاف القيسي ان هناك "ادلة تثبت تورط قائد الشرطة لمحافظة ديالى اللواء غانم القريشي بعمليات مسلحة وانه يترأس مجموعة مسلحة خاصة متهمة بتنفيذ عمليات خطف وقتل."

وشهدت مدينة بعقوبة الاسبوع الماضي تظاهرات كبيرة طالب فيها المتظاهرون باقالة القريشي.

وقال القيسي ان قوات الشرطة في المدينة "لا تبدي التعاون المطلوب لاعادة العوائل السنية المهجرة الى مناطقها في وقت عملت مجالس الصحوة على اعادة العديد من العوائل الشيعية الى منازلها في المناطق السنية التي باتت تحت سيطرتنا."

ولم يتسن الاتصال بمدير الشرطة للتعليق لكن مدير العمليات في محافظة ديالى اللواء عبد الكريم الربيعي وصف المطالب التي تقدمت بها اللجان الشعبية لمجالس الصحوة في اتصال بالهاتف مع رويترز بانها "مطالب مقبولة وخاصة فيما يتعلق بايجاد توازن في القوات الامنية وعودة العوائل المهجرة الى مناطق سكناها."

ودعا الربيعي "جميع الاطراف المسؤولة في المحافظة الى النظر في هذه المطالب."

ورفض الربيعي التعليق على الاتهامات الموجهة الى مدير الشرطة. لكنه حذر من خطورة تداعيات انسحاب اللجان الشعبية لمجالس الصحوة من العمل وتعليق تعاونها مع القوات الامنية وقال "ان انسحابهم ليس من صالح جميع الاطراف في ديالى."

واضاف ان هذه المجموعات "كان لها دور كبير في مقاتلة مجاميع القاعدة في المحافظة وبالتالي السيطرة على الوضع الامني في المحافظة."

ورفض الجيش الامريكي التعليق على مجريات الاحداث في بعقوبة وقال في رده على سؤال لرويترز حول حظر التجوال في بعقوبة واعلان اللجان الشعبية في ديالى وقف تعاونها مع القوات العراقية والامريكية بان "هذه المعلومات غير صحيحة

ليست هناك تعليقات: