السبت، ٢٣ شباط ٢٠٠٨

نفى في أول حديث صحافي علاقة تنظيمه بـ«السلفية الجهادية» والمشاركة في تهجير الشيعة في العراق ... «أمير الجيش الاسلامي» لـ«الحياة»: «القاعدة» شوّهت صورة

لندن الحياة - 22/02/08//

اتهم «أمير الجيش الإسلامي»، أكبر الجماعات المسلحة في العراق، «القاعدة» بتشويه صورة «الجهاد الناصعة»، وأضاف ان «دولة العراق الإسلامية» التي تتزعمها «مصطلح وهمي» رفضت جماعات المقاومة الانضواء تحت لوائها. وأشار في أول حديث صحافي الى «الحياة» ان الجماعات التي شكلت «المجلس السياسي للمقاومة العراقية»، تسعى إلى «حكومة وطنية خارج التصنيف الطائفي وبرحيل الاحتلال وتوفير العدل». مؤكداً رفض نزع سلاح جماعته «حالياً».

«أمير الجيش الاسلامي»، الذي رفض نشر اسمه، واعداً بكشفه خلال المرحلة المقبلة، أكد ايضاً أن «إعلان المجلس السياسي، استحقاق طبيعي لجهاد خمس سنوات متواصلة، والعمل السياسي ليس نقيضاً للعمل العسكري، بل ان العمل العسكري هو جزء من العمل السياسي».

واضاف ان «الجهاد والعمل العسكري خيارنا الاستراتيجي، ولا كلام الآن عن نزع السلاح، فالساحة مليئة بالتحديات العسكرية، ومن ينزع سلاحه يحكم على نفسه بالنهاية».

وعن الخلافات مع «القاعدة» انها أعلنت «دولة العراق الاسلامية» وهي «شيء وهمي لاسم كبير» وأنه لا يرى في سلوكها مشروعاً أممياً «إلا في تفجيرات في بلاد شتى، وهذا لا يعني أن هناك مشروعاً إلا إذا كان هذا هو المشروع».

وأوضح ان جماعته لا تنتمي الى «السلفية الجهادية»، فهذا «مصطلح طارئ وغير صحيح، وما ظهر في وسائل الإعلام والنشرات من تراجع الجماعات المصرية (الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد) عن بعض مواقفها، لا شأن لنا به، فنحن نأخذ من المعين الصافي ولم نأخذ باجتهاداتهم في السابق ولا نأخذ بتراجعاتهم حالياً». وقال إن «المواجهات التي حدثت بين الجيش الاسلامي والقاعدة جاءت بعد أن نفد ما بأيدينا من أسباب لدرء المفسدة، علينا وعلى الناس، فقامت الجماعة برد صولة القاعدة وهجماتها غير المبررة على الناس عامة وعلى الجماعة خاصة».

وعن الحوار مع الاميركيين أكد أن «الجانب الأميركي غير جاد في إجراء حوار أصلاً، علاوة على الوصول إلى نتيجة»، ولكن «قد يجري بينهم وبين أدعياء، يدعون أنهم يمثلون الجيش الإسلامي في العراق، فهذا وارد. والادارة الأميركية بغبائها تتحمل ذلك».

وأكد أن مجموع العمليات التي نفذتها جماعته خلال عامي 2006 و2007 14 ألف عملية، وقال إن 3 آلاف من الجماعة قتلوا او اعتقلوا منذ بدء الاحتلال، بينهم قادة اعتقلوا قبل سقوط بغداد بيومين. وصنف «مجالس الصحوة» العشائرية، التي شكلها الأميركيون، فقال انها تقسم الى خمسة أصناف: «منهم خونة لهم علاقاتهم مع الأميركيين منذ الأيام الأولى للاحتلال واستمروا بذلك، ومنهم من فقد مجده كشيخ عشيرة ويبحث عن مجده ولو بالتعاون مع المحتل، وآخر يبحث عن المال في جيب إبليس، ومنهم من هو مظلوم صاحب حق، يرد العدوان من أي جهة كان، ومنهم من لم يجد عملاً فاستهوته موضة الصحوة ليحصل على ما يقتات به». وأشار الى ان «حكمنا على هؤلاء يختلف باختلاف أفعالهم»، وطالب زعماء بألا يكونوا «مركباً هنيئاً للأميركيين، وأن يكتفوا بحماية أنفسهم ومناطقهم من أي عدوان، وألا يتعرضوا لمن يستهدف الاحتلال ولا يستهدفهم».

ولفت «الأمير»، الذي لم يجب عن اسئلة حول تاريخه او كونه قائداً عسكرياً سابقاً، الى ان جماعته لم تستقبل مقاتلين غير عراقيين «لوفرة المقاتلين في العراق»، وان تمويل جماعته يتم «من داخل العراق»، وقال ان «أميركا لن ترحم الدول العربية وإيران تعد لها العدة»، ودعاها الى «الاعتراف بالمقاومة ممثلاً شرعياً للعراق».

وامتدح عشائر الجنوب الشيعية، وقال: «نرحب باستجابة العشائر الشيعية العربية التي تحركت وانتفضت على الصفويين الذين صادروا رأي الناس وحريتهم»، مؤكداً ان جماعته «لم تتورط في تهجير الشيعة من المناطق التي تسيطر عليها»، وقال ان بعضهم «ما زال يقيم هناك بحماية الجيش الاسلامي». ولفت الى ان سياسة التهجير «نفذتها الميليشيات تحت ظل الاحتلال وما حدث خلال المرحلة السابقة من تهجير لن يتكرر».

وختم «أمير الجيش الاسلامي» الحوار بالتأكيد ان البعثيين في العراق «لا يمتلكون وزناً عسكرياً على الأرض وقادتهم يحاولون سرقة جهود الآخرين». لكن على رغم ذلك لا يدعو الى اقصائهم «مع أن حزب البعث في العراق مارس ذلك معنا بامتياز عندما كان في السلطة».


ليست هناك تعليقات: