الأربعاء، ١٣ شباط ٢٠٠٨

أسماء المحافظات على لوحاتها تستنفر المسلحين وتثير الشبهات.. العراق: حتى السيارات بعضها شيعي والآخر سني

المصدر صحيفة الحياة
«خواتم يرتديها السائق وعبارات ذات دلالة وصور وأعلام، بالاضافة الى بطاقة التعريف، كلها لا تكفي لإبعاد الشكوك بسيارة تحمل رقم تسجيل مدينة مختلفة مذهبياً». هكذا يصف بعض الأهالي «المتورطين» بسيارات تحمل اسم مدينة مغايرة مذهبياً معاناتهم أمام نقاط التفتيش وعيون الميليشيات والمسلحين.

ينظر رجل الشرطة في النجف بعين الريبة الى سيارة غسان طارق التي تحمل لوحة تسجيل محافظة نينوى، على رغم انه من أهالي النجف. ويقول: «لم أفكر ان سيارتي تحمل لوحة تسجيل محافظة مختلفة طائفياً إلا بعدما نصحني اصدقاء ببيعها او مقايضتها بسيارة أخرى تحمل اسم مدينة شيعية او في الأقل اسم بغداد».

وعلى امتداد سنوات، لم تكن الهوية المذهبية مهمة في التنقل بين مدينة وأخرى في العراق، حتى اشتعل الاقتتال المذهبي الذي خلق ارتباكا في العلاقة بين أبناء الطائفتين الرئيسيتين.

وعلى رغم استخدام الأهالي آليات لتجاوز العنف المذهبي والميليشيات والمسلحين، بينها الحصول على هوية تعريف محايدة المذهب او هويتين يشير اسم كل منهما الى مذهب معين، بتغيير الاسماء والالقاب، إلا ان الاجراءات الأمنية عند نقاط التفتيش غالباً ما تضع عنوان لوحة تسجيل السيارة في اعتبارها كدلالة على هوية سائقها.

وينتقد قادة أمنيون تلك الممارسات، معتبرين ان من اليسير حصول الارهابي على هوية مزورة او لوحة تسجيل تخص المدينة التي يقصدها. وتندر رؤية سيارة تحمل لوحة تسجيل محافظة شيعية في مدن مثل الانبار وبعقوبة وصلاح الدين والموصل ذات الغالبية السنية للسبب ذاته، ما سدفع غالبية اصحاب السيارات التي تحمل مثل هذه اللوحات الى محاولة بيعها او استبدالها او حتى ركنها في انتظار تحسن الوضع الأمني.

ويؤكد عقيل (صاحب متجر لبيع وشراء السيارات في النجف) لـ «الحياة» ان «الكثيرين هنا لا يشترون سيارة تحمل لوحة تسجيل أرقام صادرة من محافظات سنية». ويضيف إن «المحاذير الامنية وتدقيق نقاط التفتيش جعلهم يتخوفون من شراء تلك السيارات حتى لو بسعر أقل بكثير من سعرها المتعارف عليه».

سامر العاني الذي حملت سيارته رقم محافظة النجف على رغم انه من اهالي الانبار يقول انه اضطر الى بيعها بنصف سعرها و «شراء اخرى برقم مدينة بغداد».

ويتداول الاهالي الكثير من التفاصيل التي تبرز الهوية المذهبية لصاحبها، فيقول احمد محيي وهو تاجر يضطر الى التجول في مناطق بغداد انه يحمل في سيارته عدداً من الخواتم «ذات الحجر الاخضر» يلبسها عندما يدخل الى حي شيعي ويخلعها حين يكون في حي سني، يضع بعضهم صور المراجع الشيعة او عبارات ذات دلالة محددة معروفة في مدن جنوب العراق، مثل «عجل الله فرجه» في مقابل إلصاق العلم العراقي او عبارات نحو «عاش العراق» او «صور للمسجد الحرام» للمرور في بعض المناطق السنية.

ويقول حازم القريشي (احد تجار السيارات) لـ «الحياة»: «طرأ هذا الامر علينا بعد سقوط النظام السابق، فالمخاوف الأمنية تدخلت في التفاصيل حتى وصلت الى السيارات».

ويضيف أن «غالبية السيارات التي تحمل أرقام مدن ذات غالبية سكان من طائفة أخرى مركونة داخل الكراجات ويتخوف اصحابها من استخدامها».

وبعد مقايضة المنازل التي شهدتها البلاد بين الطائفتين تصاعدت اخيراً عملية مقايضة السيارات بين المناطق المختلفة.

وألقى عماد سكر (مدير اتحاد رجال الاعمال في النجف) اللوم على مديرية المرور العامة، «فعلى امتداد أربع سنوات لم تجد المديرية حلاً لقضية تسجيل السيارات او تحويل لوحتها من مدينة الى أخرى».

ودخلت الى العراق خلال السنوات الماضية نحو 3 ملايين سيارة سجلت لوحاتها في الغالب باسم بغداد والبصرة والنجف ونينوى بحسب التجار الذين استوردوها، او الدولة المجاورة التي قدمت منها، لكن معظمها توزع في باقي المدن خلال عام 2004 - 2006 حيث تصاعدت الحساسيات الطائفية.

ليست هناك تعليقات: