السبت، ١٦ شباط ٢٠٠٨

جوتيرش: "ظروف العراق لا تسمح بعودة اللاجئين"

يقوم رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيرش بجولة في الشرق الأوسط للوقوف علي احوال اللاجئين العراقيين في الأردن وسورية، ويختتم جولته بزيارة العراق.

وقد صرح في لقاء خاص مع بي بي سي العربية بأن المفوضية سترسل خمسة من موظفيها الدائمين في بغداد للإشراف على أوضاع المهجرين العراقيين داخل العراق.

وقد أجرى جوتيرش لقاءات مع العديد من المسؤولين بينهم ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس السوري بشارالأسد، والذين حصل منهما على تعهدات بعدم إجبار اللاجئين العراقيين على العودة إلى ديارهم ما لم يعودوا طواعية.

والمعروف أن تدهور الأوضاع الأمنية في العراق أسفر عن نزوح أكبر عدد من اللاجئين في الشرق الأوسط منذ 1948 تاريخ نزوح الفلسطينيين.

ويقدر عدد اللاجئين العراقيين بأربعة ملايين ونصف المليون؛ منهم مليونان ونصف المليون اضطروا إلى النزوح داخل العراق.

وقد اجرت الزميلة صفاء فيصل حوارا هاتفيا مع رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ختام زيارته للعاصمة السورية.

"حق العودة الطوعية"

بي بي سي: ما هي أهم النتائج التي حققتموها من جولتكم حتى الأن؟

جوتيريش: أعتقد أن أهم ما تم انجازه بعد لقائي بالعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد والمسؤولين في حكومتي البلدين هو التزام البلدين التام بحماية اللاجئين العراقيين وتقديم العون والمساندة لهم.

لاجئون عراقيون في عمان
أعلنت السلطات الأردنية نيتها فرض التأشيرة على العراقيين

حتى بعد فرض أجراءات تأشيرات الدخول التي فرضت عليهم والتي جاءت استجابة -لحد ما- لمطالب الحكومة العراقية، فقد قدم البلدان ضمانات بأنه لن يتم إجبار أي عراقي علي العودة إلي العراق حتى وإن كان معتادا علي الدخول إلي البلدين عدة مرات. ينبغي لي أن أثمن كرم سورية والأردن لأنهما استضافتا اللاجئين العراقيين علي الرغم من الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي شلكها وجود اللاجئين علي البلدين.

بي بي سي: لكن أخر تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أشار إلى صعوبات كبيرة يواجهها اللاجئون العراقيون على الحدود بسبب فرض تأشيرات الدخول عليهم.

جوتيريش: نعم كما أوضحت لك طلب من سورية والأردن وضع قيود وفرض تأشيرات دخول لكن كلا البلدين أكدا أنه سيتم مراعاة الظروف الانسانية الملحة للاجئين. على سبيل المثال سيتم منح تأشيرات دخول لكل من لديهم أطفال في المدارس وهذا أمر أيجابي للغاية. وبالاضافة إلي ذلك تعهد البلدان بعدم إجبار أي لاجيء على العودة إلى العراق.

بي بي سي: إلى أي مدى أنت راض عن سير عمليات المفوضية في هذين البلدين؟

جوتيريش: دعينا نكون واقعيين المشكلة كبيرة للغاية ومهما قدمنا ومهما فعلنا. وأؤكد لك أننا نبذل قصاري جهدنا. فلن نتمكن من استيعاب جميع مشكلات اللاجئين العراقيين. والمشكلة الأكبر أن هؤلاء اللاجئين يعيشون في مجتمعات حضرية متنامية وتعاني من آثار العولمة الاقتصادية السلبية ولذلك فعلينا أن نزيد من المساعدات لهم ونقدم وسائل جديدة لحمايتهم وعلى المجتمع الدولي أيضا أن يمد يد العون لهؤلاء اللاجئين وإلى هذين البلدين. كما اتمنى على الحكومة العراقية أن تضطلع بمزيد من المسؤولية تجاه مواطنيها خارج الحدود لأنه من المهم للغاية أن يشعر اللاجئ بالانتماء إلي بلده الأصلي ويبقى على صلة معه إلى حين عودته عندما تتيح الظروف.

خمسة موظفين

بي بي سي: هل تقومون في الوقت الراهن بوضع خطط لعودة تدريجية للاجئين العراقيين لبعض المناطق التي اصبحت تتمتع بهدوء نسبي؟

جوتيريش: لا نحن لا نحبذ هذه العودة في الوقت الراهن. في جميع أنحاء العالم نشجع اللاجئين على العودة إلى ديارهم لكننا لا نطالبهم بذلك في الوقت الحالي لأن الوضع الأمني في العراق لا يتوفر فيه المستوي الأمني المطلوب.

مقر المفوضية العليا للاجئين بعمان
تعهد غوتيرش بالزيادة في عدد الموظفين للأشراف على ملف العراقيين النازحين

بالطبع سنساعد أي لاجئ يرغب في العودة لكن ما نرغب فيه حقيقة الآن هو أن تقوم الحكومة العراقية بتحسين الأوضاع في البلاد من النواحي الأمنية وبالنسبة للمرافق الصحية والتعليمية وما إلي ذلك. بالطبع هناك مشكلة كبرى وهي تهجير العراقيين من مناطقهم الأصلية داخل البلد.

بي بي سي: نعم وهذه مشكلة تتفاقم يوما بعد يوم ماذا أنتم فاعلون إذا بمشكلة التهجير القسري للاجئين العراقيين من ديارهم داخل العراق؟

جوتيريش: سوف أتوجه إلي بغداد وأول ما أقوم به هناك أن أعلن للحكومة العراقية عن نوايانا بل وعن التزامنا بزيادة وجودنا في بغداد وعما قريب سيكون هناك خمسة موظفين دائمين من المفوضية في العراق.

وبذلك نكون الهيئة الدولية الوحيدة التي لديها هذا العدد من الموظفين الدائمين والهدف من ذلك هو زيادة نشاطنا الخاص بتقديم العون للمهجرين قسريا في الداخل وتقييم الوضع بشكل منهجي لضمان عودة سالمة للمهاجرين إلي ديارهم بشكل لائق وفي ظل أوضاع أمنية وأنسانية مقبولة. بي بي سي: المفوضية العليا لشؤون اللاجئين طالبت المجتمع الدولي بتقديم منح تقدر بـ 250 مليون دولار لإغاثة اللاجئين العراقيين هل تعتقد أنكم ستحصلون على هذه المعونات؟

جوتيريش: لدينا حاليا بعض التعهدات بتقديم المعونات ولكننا ما زالنا بعيدين تماما عن الوصول إلى هذا الهدف ولكن حتى وإن توصلنا إلي هذا المبلغ علينا المطالبة بالمزيد عدد اللاجئين العراقيين كبير جدا ومشكلاتهم كبيرة ومتشعبة.

بي بي سي: وما هي المحور الأساسي لعملكم في الوقت الراهن؟

جوتيريش: بالطبع سيكون علينا أن نوسع عمليات إغاثة اللاجئين وتقديم العون لهم وزيادة التعاون مع الحكومات المعنية ولكن إذا كان علي أن اختار قضية واحدة فقط فستكون التعليم.

لقد كنت سعيدا للغاية عندما أعلن الرئيس السوري التزامه بإدراج مزيد من الأطفال العراقيين في المدارس السورية ونفس التعهد سمعناه في الأردن. لأن وجود الأطفال في المدارس لا يقدم الحماية لهم فحسب إنما يقدم ضمانا لمستقبل هؤلاء الأطفال ومستقبل بلدهم.


ليست هناك تعليقات: