الأربعاء، ٢٧ شباط ٢٠٠٨

تغير الحدود البحرية يستدعي محادثات مع إيران

أخبر مالك حسن، مدير مركز علوم البحار التابع لجامعة البصرة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن غياب عمليات تطهير مجرى شط العرب، حيث يلتقي نهري دجلة والفرات في محافظة البصرة بالجنوب، أدى إلى حدوث نحرٍ للتربة على الجهة العراقية.

وأوضح مالك حسن أن "غياب عمليات التطهير التي كانت تُجرى على الجانب العراقي من النهر سمح بتراكم الترسبات". وأشار إلى أن ذلك يعني فقدان العراق لحوالي 3.5 متر من ضفته سنوياً لصالح إيران وذلك على طول النهر الممتد لمسافة 200 كلم والذي يُشَكِّل الحدود بين البلدين.

وأضاف حسن أن "السفن الغارقة وبقايا الذخائر التي خلفتها الحرب العراقية الإيرانية تحول دون تمكن الفرق التقنية من إجراء عمليات التطهير على الجانب العراقي مما أدى إلى تغير مسار النهر ونحر التربة على الجانب العراقي".

ويحدد اتفاق الجزائر، الذي وقَّع عليه الطرفان عام 1975، الحدود بين البلدين وسط المسار المائي المعروف باسم أرفاند رود في إيران وشط العرب في العراق.

المحادثات مع إيران

أفاد بيانٌ صادرٌ عن وزارة الخارجية أن العراق وإيران عقدا في 22 فبراير/شباط محادثات اتفقا خلالها على إنشاء لجنتين مشتركتين للعمل على تحديد الحدود الأرضية والمائية بين البلدين.

وأفاد البيان أن المحادثات ركزت على تنظيف المسار المائي الاستراتيجي لشط العرب ورفع الترسبات التي تراكمت على الجانب العراقي من المسار وإزالة السفن الغارقة والألغام.

ويعتبر هذا المسار المائي المنفذ البحري الوحيد للعراق. ونظراً لأهميته، فقد كان التوتر يشتد أحيانا بين البلدين حول ترسيم الحدود به.

وتعتبر المحادثات التي تم عقدها في فبراير هي المرة الثالثة من نوعها طيلة 27 عاماً التي يناقش فيها البلدان موضوع الحدود. وكانت المرة الأولى التي أجرى فيها البلدان محادثاتٍ مماثلةٍ بعد الحرب الطويلة التي خاضاها في الثمانينات قد تمت في شهر أغسطس/آب 2007.

وتجدر الإشارة إلى أن حدة التوتر بين الطرفين قد ارتفعت في الآونة الأخيرة بعد تصريح الرئيس العراقي جلال طالباني بعدم اعترافه باتفاق 1975 حول الحدود. ولكنه عاد وصرح في ما بعد أن لديه "تحفظات" على الموضوع ودعا إلى مفاوضات مع إيران.

ليست هناك تعليقات: