السبت، ٢٣ شباط ٢٠٠٨

الصحافيون الذين قتلوا خلال 5 سنوات أكثر ممن قتلوا بفيتنام طيلة 20 عاما

دبي- العربية.نت

تتزامن الحلقة الجديدة من برنامج "صناعة الموت"، التي تبثها قناة "العربية" الفضائية الجمعة 22 فبراير 2008، مع الذكرى السنوية الثانية لمقتل مراسلة القناة في العراق أطوار بهجت، التي انضمت إلى 227 إعلاميا قتلوا في العراق، دافعين ضريبة البحث عن الحقيقة من دمائهم.

وتناقش الحلقة المهداة إلى روح أطوار، موضوع "استهداف الصحفيين في العراق"، والذي يشير تقرير اللجنة الدولية لحماية الصحفيين إلى أن عدد الإعلاميين الذين قتلوا في العراق خلال السنوات الخمس الماضية، يزيد على عدد من قتلوا في حرب فيتنام طيلة عشرين عاما، محمّلة القوات الأمريكية في العراق جانبا من مسؤولية عدم توفير الحماية اللازمة للصحفيين.

فعلى الرغم من التحسن النسبي للوضع الأمني في العراق، وانخفاض معدلات العنف والقتل اليومي، فإن الصحفيين لم يستفيدوا من هذا التحسن، وما زالوا يتساقطون بين قتيل وجريح ومختطف، كما أن التهديدات التي يتعرضون إليها خلال عملهم لا تزال مستمرة، وهو ما يبرره الإعلامي والأكاديمي العراقي الدكتور كاظم المقدادي، باعتبار أن "قوات التحالف والحكومة العراقية، بالإضافة إلى الميليشيات والقاعدة، كلهم مسؤولين عن هذا الوضع. فكثير من الإعلاميين تعرضوا للقتل أو للسجن بأيدي القوات الأمريكية. كما أن المسؤولين في الحكومة العراقية أصبحوا يتحركون بأطقم حماية أمنية خاصة بهم، وكثيرا ما تعتدي هذه الأطقم على الصحفيين خلال ممارسة عملهم، كما حدث منذ أسابيع من طاقم حماية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد مجموعة من الصحفيين، ما تسبب في اعتذار المالكي للصحفيين بشكل رسمي في وقت لاحق".

أما مسؤول الإعلام بالقوات متعددة الجنسيات الأدميرال غريغ سميث فعلّق على المسألة بالقول "إننا جميعا نواجه نفس المخاطر في الميدان. وخلال الأشهر الأخيرة تحسنت الأحوال الأمنية، وجنودنا ومعهم الجنود العراقيين يواجهون تحديات جسيمة ويقدمون تضحيات، سواء بالتعرض للإصابة أو الموت. والصحفييون يواجهون نفس التحديات ويقدمون التضحيات، وللأسف فإن بعضهم يكونون ضحية لأعمال العنف وهذا أمر مؤسف. ولكنهم يؤدون واجبهم كما هو حالنا".

أما بالنسبة لتقرير لجنة حماية الصحفيين الذي يتحدث عن زيادة أعداد القتلى من الصحفيين، فيشير سميث إلى وجود "عدو واحد لشعب العراق، هم الذين لا يرغبون في رؤية العراق مزدهرًا وحرًّا. وهؤلاء هم إما القاعدة أو الجماعات المتطرفة، ويتحملون مسؤولية الضرر الذي لحق بهذا البلد والضحايا هم من الشعب وقوى الأمن العراقية، إلى جانب الصحافيين الذين جاؤوا من أنحاء العالم، وعملوا بجد لنقل الحقيقة إلى العالم وتعريفه بحقيقة ما يدور في العراق بشكل يومي".

وتضمنت الحلقة لقاء مع مراسل العربية في العراق ماجد حميد، والذي سبق أن تعرض للاختطاف من القاعدة لمدة ثلاثة أيام، كاد أن يقتل خلالها، لولا تمكنه من الهرب. كما تعرض حميد للسجن من قبل الأمريكيين لمدة أربعة أشهر، في سجن بوكا قبل أن يطلق سراحه عام 2005 وهو ما يجسد خطورة الوضع الصحفي في العراق، والذي يجعل الصحفي مستهدفا من جميع الأطراف.

ليست هناك تعليقات: