الأحد، ١٠ شباط ٢٠٠٨

مذكرات قيادي بقاعدة العراق: مقاتلو الصحوة انقبلوا ضدنا

بغداد، العراق (CNN)-- كشف الجيش الأمريكي في العراق الأحد، عما قال إنها مذكرات أحد القياديين بتنظيم "القاعدة"، حيث جاء فيها أن المئات من مقاتلي التنظيم "الإرهابي" انقلبوا عليه، بعد انضمامهم إلى "مجالس الصحوة"، في القتال إلى جانب قوات التحالف ضد عناصر التنظيم.

وذكر المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات لقطاع العراق، الأدميرال غريغوري سميث، أن تلك المذكرات، والتي تعود لشخص يُدعى "أبو طارق"، عُثر عليها مؤخراً، خلال إحدى الحملات الأمنية التي استهدفت عناصر القاعدة بمنطقة "بلد" شمالي بغداد.

وعلق المتحدث العسكري الأمريكي بالقول: "مذكرات أبو طارق تقدم لنا دليلاً واضحاً على أن مجموعة المواطنين المتطوعين يقومون بدور كبير في إقرار الأمن ببلدهم، من خلال إضعاف القاعدة، وتقييد حرية الحركة للعناصر الإرهابية."

ولا يمتلك الجيش الأمريكي الكثير من المعلومات عن أبو طارق، صاحب المذكرات التي يبلغ حجمها 16 صفحة، إلا أن سميث وصفها بأنها "بالغة الأهمية، نظراً لأنها وثائق أصلية، إضافة إلى المعلومات المحددة التي قدمها"، مشيراً إلى أنها تمثل "نظرة منفردة على قطاع صغير جداً من العراق."

وتبدأ المذكرات، التي تم الكشف عنها خلال مؤتمر صحفي الأحد، من 15 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2007، حيث يقدم صاحبها نفسه على أنه "أبو طارق، أمير قطاع اللاين والمشاهدة"، وهي منطقة تقع بشمال العاصمة العراقية بغداد.

وقال أبو طارق، في مذكراته، إن مجموعته، التي كانت تضم نحو 600 مقاتل، تقلص عدد أفرادها بصورة حادة، حتى بلغت "20 أو أقل".

كما أشار إلى أنه أجرى مناقشات مع قادة آخرين بالتنظيم، حول حجم الأسلحة ومبيعات السيارات التي تراجعت "منذ بدء جماعات الصحوة في معارضتهم لنا."

كما جاء في المذكرات: "إننا نواجه إساءة المعاملة والخداع وإفشاء أسرارنا، من قبل عدد من إخواننا، الذين طالما كانوا جزءاً من الحركة الجهادية."

ويتابع: "وبناء على ذلك، فإنه لن تكون هناك رحمة مع هؤلاء الخونة، حتى يعودوا إلى الطريق القويم، إلى جانب (دولة العراق الإسلامية)، أو حتى يتم التخلص منهم تماماً."

وتضمنت المذكرات أسماء 38 شخصاً، قال أبو طارق إنهم ما زالوا يعملون مع التنظيم، إلا أن الجيش الأمريكي قام بإجراء تعديلات على الوثيقة.

كما أعلن سميث، خلال المؤتمر الصحفي، عن مقتطفات من مذكرات قيادي آخر بالقاعدة، قال إنه "أمير التنظيم بمحافظة الأنبار"، تضمنت رسالة مشابهة لتلك التي جاءت ضمن مذكرات أبو طارق، مشيراً إلى أن كلاهما عُثر عليهما في حملتين منفصلتين الخريف الماضي.

ومع إعلان الجيش الأمريكي عن هذه المذكرات، شدد المتحدث العسكري على أن تنظيم القاعدة ما زال "أكبر وأخطر تهديد في العراق."

وكان سميث قد كشف قبل أسبوع عن شريط فيديو مصور لعمليات تدريب تجري لأطفال في حوالي الحادية عشرة من عمرهم، بأحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة.

وقال الجيش الأمريكي إنه صادر الشريط من أحد معاقل تنظيم القاعدة قبل أيام، ويظهر فيه مجموعة من الأطفال والفتيان وهم يحملون الأسلحة، وينفذون عمليات عسكرية، تشمل اقتحام منازل وتفجير أبواب ووضع المسدسات على رؤوس أسرى مفترضين.

ولفت الجيش الأمريكي إلى أن الشريط كان في منشأة يشغلها عناصر القاعدة في خان بني سعد شمال شرقي بغداد، وقد تم العثور عليه بعد مداهمتها في ديسمبر/كانون الثاني الماضي.

ليست هناك تعليقات: