الخميس، ١٤ شباط ٢٠٠٨

كردستان: هل هي دولة تحت الإنشاء؟

BBC

يسعى كبار الزعماء الأكراد في العراق الى حل عدد من القضايا العالقة التي تسببت في احداث شرخ سياسي في البلادن عن طريق مفاوضات يجرونها في بغداد.

ومن الممكن أن تشهد الاجتماعات بعض التوتر.

فهناك شعور متنام بالاستياء بين السياسيين العرب بشأن ما حققه الأكراد من مكاسب منذ سقوط صدام حسين.

فمنذ ذلك الوقت تكاتفت عدة عوامل مثل السياسة الهادئة، والقدرة التفاوضية العالية، وعلاقة الأكراد الوثيقة مع الولايات المتحدة، لكي تضمن للأكراد موقعا متميزا فوق أقرانهم في الحلبة السياسية العراقية.

فالرئيس العراقي كردي، والأحزاب الكردية ممثلة داخل الحكومة العراقية، ومنطقة شمال العراق تتمتع بدرجة عالية من درجات الحكم الذاتي.

ورغم ذلك هناك قضايا مهمة بالنسبة للأكراد- وللعراق- ظلت دون حل. من هذه القضايا:

  • مستقبل صناعة النفط العراقية.
  • وضع منطقة كركوك الغنية بالنفط.
  • ميزانية الدولة.
  • الجهة التي يتعين عليها دفع رواتب للمقاتلين الأكراد (اليشمركه).
  • مخاوف مزدوجة

    في اربيل يسهل أن ينسى المرء أنه في العراق، فالمدينة التي تعتبر مقر الحكومة الاقليمية الكردية، يبدو في ارجائها كل ما يشير إلى أنها عاصمة لدولة تحت الإنشاء.

    العلم الكردي ذو الألوان الثلاثة: الأحمر والأبيض والأخضر مع لون أصفر يصور الشمس الساطعة، يرفرف أعلى كل البنايات. أما العلم العراقي فلا أثر له في المدينة.

    في المطار يتم ختم جوازات السفر بختم يحمل اسم "جمهورية العراق، إقليم كردستان". ولا يوجد أي أثر هنا للقواعد الخاصة بالتأشيرات المعمول بها في باقي مناطق العراق.

    ومن الأماكن الجيدة التي تصلح لقياس الرأي العام المقهى الذي يديره خليل. فمنذ الثلاثينيات دأب الأكراد على المجئ إلى هذا المكان للاستمتاع بالشاي.

    ومحل خليل أكثر من مجرد مكان لتناول الشاي، بل متحف وإن بشكل غير رسمي.

    جدرانه مغطاة بصور الآثار التاريخية الهامة والرسوم ذات الدلالة في التاريخ الكردي. وحتى صدام حسين الذي يكرهه العراقيون، موجود هنا.

    يقول صاحب المحل: "لقد دأب العرب والأكراد على العيش معا في هذا البلد كإخوة، ولكن عندما جاء صدام إلى السلطة خلق الكثير من المشاكل بين العرب والأكراد".

    ويضيف: "لقد قتل صدام أعدادا كبيرة من الشعب الكردي. وأضر بالعلاقات بين الأكراد والشعب العربي".

    ويرى كثير من السياسيين الأكراد أن هذا التاريخ هو الذي يشوب الوضع السياسي الحالي في العراق.

    يقول محمد احسان الوزير في الحكومة الاقليمية الكردية إن "الشيعة يخافون من ماضيهم. وليس لديهم ما يخشونه في المستقبل لأنهم يشكلون الأغلبية".

    ويضيف قائلا: "أما السنة فهم يخشون المستقبل لكن لديهم ماض عظيم في ادارة البلاد. أما نحن الأكراد فإننا نخاف من الماضي والمستقبل".

    إثارة الغضب
    الترزي ابراهيم يصنع الأعلام
    لا يتوقع صانع الاعلام مبيعات جيدة للعلم العراقي الموحد

    حقق الأكراد الكثير من المكاسب بعد سقوط نظام صدام حسين، ولكن هل يمكن أن يكونوا قد أخذوا أكثر من اللازم؟

    لنأخذ على سبيل المثال قانون النفط العراقي، فعندما تأخر اقرار القانون أخذ الأكراد المبادرة ومضوا في طريقهم بدون القانون وفرضوا الأمر الواقع.

    فقد تفاوضت الحكومة الاقليمية الكردية مع شركات النفط الدولية مباشرة مما اغضب الحكومة المركزية في بغداد.

    يقول وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن "توقيع الأكراد صفقات لاستخراج النفط ساهم في تعقيد الأمر".

    ويشعر السياسيون العرب باحباط متنام، ويرى بعض الأكراد أن المقاومة التي تواجههم حاليا في بغداد قد تكون مؤشرا على بداية حقبة جديدة بالنسبة لهم.

    يقول أحد السياسيين الأكراد: "هناك بروز منذر بالخطر للحس الشوفيني العربي".

    لقد تبدى قبس من الأمل قبل اسابيع عندما اتفق السياسيون العراقيون على علم عراقي موحد.

    وحاليا يصنع محمد ابراهيم أعلاما عراقية جديدة لرفعها فوق المباني الرسمية في اربيل عند انعقاد مؤتمرالبرلمانيين العرب الذي سينعقد في المدينة الشهر القادم.

    ولكن عندما تسأله: هل سيحل العلم العراقي محل العلم الكردي، يجيبك بـ "كلا".

    وإذا عدنا إلى المقهى نجد هناك الكثير من الصور لرئيس الحكومة الاقليمية مسعود بارزاني ولكن لا توجد أي صورة لأي مسؤول في الحكومة المركزية في بغداد. فهل يحترم خليل تلك الحكومة؟

    يقول خليل ردا على ذلك: "كلا.. هناك علاقة بيننا وبين رئيس الحكومة الاقليمية هنا. بارزاني هو زعيمنا الآن، بينما لا يربطنا أي شئ ببغداد".

    ليست هناك تعليقات: