الأربعاء، ٢٠ شباط ٢٠٠٨

جوتيريس : طريق طويل أمام عودة اللاجئين العراقيين

عمان (رويترز) - قال رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالامم المتحدة يوم الثلاثاء إن من المطلوب تحقيق مزيد من الاستقرار في العراق قبل أن يكون في وسع المجتمع العالمي تشجيع ملايين العراقيين الذين يعيشون في المنفى هربا من العنف الطائفي على العودة الى بلدهم.

وقال أنطونيو جوتيريس المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالامم المتحدة في نهاية مهمة قام بها في العراق استمرت يومين انه تعهد بالعمل على وضع "الية للرد السريع" تضع الاساس لعودة اللاجئين بشكل نهائي.

وقال جوتيريس لرويترز في مقابلة "نريد أن ندعم الحكومة العراقية كي تتوصل الى حلول لهذه المشكلات مما يسمح بأن تكون عودتهم عندما يسمح الوضع الامني بحدوثها في أمان وبكرامة ناجحة ومتواصلة."

لكنه استطرد قائلا ان القلق المهيمن هو معالجة "القضايا الاساسية" التي ستشجع اللاجئين على العودة مثل التعويض عن الممتلكات أو الحصول على الخدمات الاساسية ومأوى عندما يعود الناس الى مناطق أخرى في العراق.

وفر نحو 2.2 مليون عراقي من الاقتتال الطائفي الذي حصد أرواح عشرات الالاف بعد تفجير مزار شيعي في فبراير شباط عام 2006 واندفاع العراق الى حافة حرب أهلية.

ويقدر الهلال الاحمر العراقي أن ما بين 1.5 مليون ومليوني عراقي فروا الى سوريا فيما ذهبت غالبية اللاجئين المتبقين الى الاردن. وهناك عدد مماثل تقريبا من النازحين داخل العراق.

وقال أكبر مسؤول في المفوضية العليا انه اتفق مع المسؤولين العراقيين على اجراء تقييم مبدئي "للوضع في المناطق المختلفة" في اطار برامج جديدة مشتركة بين الامم المتحدة والعراق.

وأضاف جوتيريس "ستكون العودة اذا كان المنزل لا يزال موجودا أسهل من العودة الى مكان لم تكن فيه من قبل."

وأدى الاقتتال الطائفي الى ظهور جيوب منفصلة بالكامل للسنة والشيعة حيث فر أناس من كل طائفة من أحياء كانت مختلطة في السابق.

وأضاف مسؤول الامم المتحدة أنه بالرغم من تحسن الامن الا أنه لا يزال من المبكر للغاية نصح اللاجئين بالعودة حيث لا توجد نهاية في المستقبل المنظور للعنف في العراق.

وقال "نساعد العراقيين الذين يريدون العودة بمبادرة منهم. ولا نشجع أو ننظم حركة لعودة اللاجئين لان الظروف في رأينا لم تتحقق بعد لتحقيق ذلك. والحقيقة هي أن الوضع الامني في العراق لا يزال مصدرا لكثير من المخاوف."

كما قال المفوض السامي ان بدء تدفق عودة اللاجئين للعراق من سوريا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين العراقيين تباطأ بعد تزايد حاد في أواخر العام الماضي وأن أعداد الذين يغادرون العراق في الوقت الحالي أكبر من أعداد العائدين.

وأضاف "طبقا للسلطات السورية التي تسيطر على الحدود فانه كان هناك في الاشهر الاربعة الاخيرة من عام 2007 نحو 60 ألف تحرك لعودة اللاجئين لكن هذه العملية توقفت في يناير الماضي."

وقال جوتيريس ان كثيرا من العراقيين الذين غادروا سوريا أجبروا على مغادرتها بسبب الظروف المعيشية الاشد قسوة والقلق بسبب تصاريح الاقامة رغم تعهدات كل من سوريا والاردن بأنهما لن يبعدا أي لاجئين بالقوة.

ولكن الحقيقة هي أنه لم يتبق غير القليل لاثبات أهمية دعم الجهود الحالية لمساعدة المنفيين المتبقين على مواجهة تدهور في الظروف المعيشية في الدول المضيفة بسبب التضخم المرتفع بشدة.

لكن جوتيريس قال ان تلك الحقيقة أوضحت أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين عمله لاحداث تغيير عكسي في مسار الخروج خلال السنوات القليلة الماضية ومعظمه يتمثل في تحقيق مصالحة سياسية بين العراقيين.

وأضاف "علينا أن نعترف بأنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين عمله في العراق للسماح بعملية كبيرة ذات معنى لعودة اللاجئين."

من سليمان الخالدي

ليست هناك تعليقات: