الخميس، ٢٠ آذار ٢٠٠٨

عراقيون يعتبرون "انتصار" بوش غير مكتمل في غياب الامن والديموقراطية


بغداد (ا ف ب) - بعد خمس سنوات على الاجتياح الاميركي لبلدهم يرى عدد كبير من العراقيين ان "الانتصار" الذي تحدث عنه الرئيس الاميركي جورج بوش غير مكتمل بسبب فشل الولايات المتحدة في اعادة الامن واحلال الديموقراطية الموعودة.

وتقول نسرين محمد المدرسة في حي زيونة الراقي وسط بغداد ان "الانتصار الذي تحدث عنه بوش الاربعاء هو انتصار عسكري تمخض عن الاطاحة بالدكتاتور صدام حسين (...) وهذا يحقق مصالح بلاده".

وقد اطاح الاجتياح بنظام الرئيس السابق صدام حسين الذي تم اعدامه في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006 بعد ادانته في قضية مقتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل اثر محاولة اغتيال تعرض لها هناك العام 1982.

وتضيف نسرين "لكن الرئيس الاميركي لا يعلم حتى الان مدى فشل جنوده في اعادة الاعمار". وهي ترى ان "هذا الفشل ادى الى خسارة مادية وبشرية كبيره بالنسبة لهم خسر الاميركيون جنودا واموالا وآليات ما لم يخسره اي بلد".

وتقول نسرين ان "الانتصار حققه بوش باسقاط صدام والسيطرة على المنطقة لكن سرعان ما برزت تعقيدات كنا في غنى عنها".

من جهته يقول طارق المعموري رئيس تحرير "البلاد اليوم" الصحيفة السياسية المستقلة "الانتصار يقاس بعدد الاهداف التي اعلنت عنها الولايات المتحدة عند بدء الحرب وكم منها تم تحقيقها".

ويضيف "من الاهداف المعلنة لدى الاميركيين القضاء على نظام صدام حسين لامتلاكه اسلحة الدمار الشامل وعلاقته مع التنظيمات الاسلامية الارهابية والتي لم يستطيع الاميركيون لاحقا اثبات ايا منها".

ويتابع المعموري ان "السبب الاخر هو نشر الديموقراطية وهذا الامر تحقق من الناحية النظرية من خلال انتخابات ودستور وحرية الصحافة لكنه فعليا لم يتحقق لان الدولة لا تزال ضعيفة وعاجزة عن تحقيق الامن وتوفير المناخ الحر المناسب لممارسة العملية الديموقراطية".

وتبدي النخب العراقية تذمرا حيال الاوضاع العامة في البلاد في وقت يتهم فيه كثيرون الحكومة الحالية التي يهمين عليها الشيعة برئاسة نوري المالكي بالمحسوبية والفساد.

ويوضح المعموري ان "مفهوم الانتصار لا يعني ان هناك رابحا وخاسرا على الارض (...) فالولايات المتحدة خلصتنا من نظام صدام ولو بقي النظام لكانت النتائج كارثية على المنطقة اجمع".

لكنه يؤكد انه "لا يزال امام العراقيين معركة كبيرة يجب ان ينتصروا فيها وهي معركة القضاء على المليشيات وتشكيل قوى عسكرية ولاؤها للدولة وليس لجهة معينة ومعركة الفساد الاداري تمهيدا لبناء دولة حقيقة".

وتدل الجلسات الصاخبة لمجلس النواب العراقي على حجم الهوة بين مختلف الفئات وليس بين الطوائف والقوميات فقط انما داخل كل طائفة ايضا وخصوصا حين مناقشة مشاريع قوانين حيوية مثل النفط والغاز وغيره.

لكن المعموري يعبر عن الاسف لانه "لم يتحقق الكثير من هذا حتى الان ومن المبكر القول ان العراقيين انتصرو بهذه المعركة لا سيما ان الجزء المهم جدا هو الفساد الاداري الذي يصب مباشرة في تمويل الارهاب".

وردا على سؤال حول محاربة الارهاب يؤكد المعموري ان "العراقيين اقتنعوا بان احتضان القاعدة خطر للغاية واعمالها كانت سببا كافيا لنبذها ليس في العراق فقط انما في بلدان عربية توفر لها ملاذا ودعما".

بدوره يقول ابو فراس الدراجي صاحب محل لبيع السجائر في شارع السعدون وسط بغداد ان "واشنطن حققت انتصارا بالسيطرة على المنطقة خصوصا وان العراق بلد استراتيجي لصد الخطر الايراني (...) لقد حققوا مصالحهم فقط وليس مصالح الشعب العراقي".

ويتابع قائلا بحدة ان "بوش يتحدث عن انتصار لكنني اقول انه لم يتحقق شيئا سوى الدمار لهذا البلد (...) حقق امرا واحدا هو القضاء على صدام الذي كان كاتما للحريات وقاتلا الناس".

ويضيف الدراجي "لكن الاميركيين يشكلون امتدادا له (...) فالقرار بيدهم ولا يوجد اي سيادة للحكومة. ليس هناك انتصار لقد جلب الاميركيون امورا كانت بعيدة عنا. لم نعرف يوما الارهاب ولا القتل في الشوارع".

ليست هناك تعليقات: