السبت، ١٥ آذار ٢٠٠٨

الامم المتحدة تؤكد "التراجع الكبير" في العنف الطائفي في العراق


بغداد (ا ف ب) - اعلن مسؤول بارز في الامم المتحدة السبت ان العنف الطائفي الذي اندلع في العراق عام 2006 تراجع "بشكل كبير" الامر الذي سيفسح المجال واسعا امام المسؤولين للمضي قدما في مشروع المصالحة الوطنية.

وقال ستيفان دي مستورا الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق ان البلاد لم تعد تشهد مستوى العنف الذي ضربها بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء عام 2006 رغم "استمرار الهجمات العنيفة خلال الاسابيع القليلة الماضية".

واضاف دي مستورا للصحافيين اثناء تقديم تقرير الامم المتحدة حول حقوق الانسان في العراق للفترة الواقعة بين تموز/يوليو 2007 و31 كانون الاول/ديسمبر 2007 "كانت هناك موجة من العنف خلال الاسابيع الماضية لكنها لم تكن طائفية الطابع".

واكد ان مستويات "العنف الطائفي باتت ادنى بكثير" مقارنة مع السابق "لا يوجد ادنى شك في ذلك".

واضاف "انظروا الى ما حدث بعد سامراء وانظروا الى ما يحدث اليوم" في اشارة الى تفجير مرقد الامامين العسكريين في شباط/فبراير 2006 الذي ادى الى اندلاع اعمال عنف طائفية اودت بحياة الالاف من العراقيين.

وقتل عشرات الاف من السكان منذ ذلك الحادث فيما هجر مئات الالاف مناطقهم.

وتابع دي مستورا ان احد ابرز اسباب تراجع حدة العنف هو عامل الارهاق الذي اصاب الناس بحيث "نرى لدى العراقيين شعور عام بالتعب من العنف".

واضاف انه "شعور لكنه شعور قوي (...) سيطر الناس على شعورهم بشكل جيد وخصوصا الحس الطائفي".

واوضح صعوبة تاكيد استنتاجات الامم المتحدة عبر وقائع دامغة الا انه قال "استخلصنا هذا من خلال حديثنا الى الناس".

وحول الاستراتيجية الاميركية بارسال مزيد من الجنود الى بغداد اعتبر دي مستورا انها ساعدت ايضا في تخفيف حدة العنف مؤكدا ان هذه فرصة امام المسؤولين للدفع قدما في مشروع المصالحة الوطنية.

واوضح "انها نافذة امل في العراق والحقيقة انه يوجد انخفاض في العنف. ورغم تصاعد الافعال المرعبة هناك تحسن كبير (...) يجب ان يفسر الامر على انه فرصة. لا تطول كثيرا".

ويلاحظ التقرير ان "الامن شهد تحسنا في بغداد" خلال الفترة المذكورة "لكنه تدهور في اماكن اخرى مع تصاعد انشطة الجماعات المسلحة والمتمردين كما يحدث في محافظتي ديالى ونينوى".

ويتابع ان "المجموعات المسلحة والميليشيات يستمرون باستهداف المدنيين بانتظام ومهاجمة مناطق سكنية ما يؤدي الى معاناة مؤلمة".

ومع مطلع العام الحالي تكثفت الهجمات في بغداد ووقعت في شباط/فبراير اربع هجمات دامية حصد كل منها عشرات الضحايا.

وكان اخر الهجمات الخميس بواسطة اعتداء انتحاري في وسط بغداد اوقع 18 قتيلا.

وعبر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة عن الاسف لغياب الاحصاءات التفصيلية حول ضحايا العنف معربا عن الامل ان تكشف الحكومة العراقية عن هذه الارقام.

من جهتها قالت ايفانا فوكو من قسم حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة لدى العراق في هذا الصدد "انها مشكلة كبيرة".

كما يبدي التقرير قلقا حيال عمليات عنف بحق مدنيين ناجمة عن استخدام اميركي للسلاح من دون قصد مشيرا الى مقتل 123 عراقيا خلال ستة اشهر في ظروف مشابهة.

ووجه دي مستورا انتقادات الى الاميركيين بسبب منعهم موظفي الامم المتحدة من تفقد معتقلات يحتجزون فيها الالاف من المشتبه بهم.

واخيرا ابدى التقرير قلقا ازاء مواصلة "جرائم الشرف" ضد النساء في اقليم كردستان العراق.

ليست هناك تعليقات: