الأحد، ٣٠ كانون الأول ٢٠٠٧

احذروا السفر عبر مطار دبي ! - دكتور عراقي يروي تجربته المريرة مع موظفي المطار بعد تغييرات شملت (العراقيين) فقط. !!


هذة الموضوع منقول عن موقع الرابطة العراقية.

كنا عندما نسافر عبر مطار دبي نشعر حقيقة بالفخر ان امارة عربية صغيرة استطاعت ان تنشأ هذا المطار العظيم الذي يربط الشرق بالغرب .. كنا نفخر بهذا المنجز والتسهيلات المقدمة فيه .. لكن ولكن كبيرة , وقبل ان ادخل صلب الموضوع لابد لي من القول ان مطار دبي كما يعلم الكثيرون يتكون من جزئين (Terminals) الاول هو المطار الرئيس المحترم الذي تنزل فيه طائرة كل دقيقتين ، والثاني هو (مطير) أي تصغير مطار تنزل فيه طائرات الدول التعبانة (العراق ، افغانستان ، الصومال ، السودان .. الخ) بعيدا عن أنظار العالم المتحظر ورجال الأعمال والشقراوات..

لذا فالمسافر القادم على أي خطوط (محترمة) سوف ينزل في تيرمينال واحد وينتقل بالباص بعد تفتيش دقيق لعدة مرات بضمنه نزع الاحذية في كل تفتيش ، الى ترمنيل 2 .. ليستقل الطائرة الى واحدة من هذه الدول التعبانة الذي ذكرناها.

شاءت الأقدار أن أسافر قبل أيام من احدى الدول الآسيوية الى دبي لاخذ الطائرة صباح اليوم التالي الى بغداد.. وكنت قد سلكت هذا الطريق سابقا وكان من السهولة واليسر بحيث لم اشعر بتعب السفر.. ولكن حينما وصلت وتحدثت الى الهندي (وشكرا له على اسلوبه الهاديء اللطيف) الذي يسهل سفر (الترانزيت) عن ضرورة ان لا ينسى تحويل أمتعتي الى الطائرة المتجهة الى بغداد صباح اليوم التالي، أخبرني قائلا: (ألم تسمع بالتعليمات الامنية الجديدة؟ لم يعد لنا علاقة بتحويل الحقائب من تيرمينال الى آخر.. اذهب الى موظف الجوازات وحاول معه.. ذهبت اليه ويا ليتني لم اذهب فقد كان الرجل فظا وغليظ القلب بشكل لم أره في أي مطار اخر ..

فقد أصر ان التعليمات لا تسمح بتحويل الحقائب وعلى المسافر ان يقوم بذلك بنفسه، طيب اسمح لي ان آخذ حقيبتي بنفسي.. اجاب بنفس الغطرسة (ممنوع كون الحقائب تعتبر خارج منطقى الترانزيت، وانت لاتحمل فيزا كي اسمح لك بالمرور الى محل نزول الحقائب) !!
طيب، ما الحل يا أخي العربي، اجاب بتعال مقصود (ما في حل).

اضطررت حينها للذهاب الى الموظفين المحليين وكان اغلبهم من جنسيات آسيوية ارجوهم ان يجدوا لي حلا استطيع به ان احصل على حقائبي ، وواحد يرسلني الى الآخر رغم بعد المسافات بين هذا وذاك.. ولا حل..!

نصحتني موظفة أسيوية ان احصل على الفيزا مقابل 150 دولار لاخرج وآخذ حقيبتي واعود من باب الدخول .. قبلت بالحل رغم أنفي وذهبت الى الرجل المتغطرس ذو العقال ارجوه ان بمنحني فيزا لمدة عشرة دقائق بـ 150 دولارا، فأجابني بكل استهزاء: (وهل تتصور اننا نمنح فيزا لعراقي؟)..!

نصحتني موظفة آسيوية اخرى ان أراجع موظف الجوازات بمكتبه واتوسل اليه (أرجوكم ركزوا على كلمة اتوسل).. دخلت عليه وكان معه اثنين او ثلاثة من زملاءه.. وبدأت بالتوسل كأي شحاذ هندي ممن كنا نراهم قرب باب الشيخ.. توسلت اليه كثيرا وهو يزداد غطرسة وعنادا.. تصوروا ان أحد زملاء هذا المتغطرس وكان لا يقل عنه تعاليا اقترح ان اقطع تذكرة عودة الى نفس البلد الذي جئت منه وفي هذه الحالة سيتكرم ويقبل ان يرسل الحقائب الى الطائرة التي ساستقلها عائدا من حيث اتيت!! حقيقة حل انساني وذكي.. مبروك عليكم هذا الذكاء.

وانا اخرج من عنده ذليلا (مع الاسف الشديد) رأيت عراقيين آخرين يعانون من نفس المشكلة .. حتى ان أحدهم وكان كما علمت منه قادما من القاهرة ويرغب بمواصلة سفره من (تيرمينال التعبانين) اليوم التالي الى بغداد.. وكان ان فقد اعصابه وأخذ يشتم العروبة والرؤساء العرب وقوانين العرب اللاإنسانية .. ويسأل بصوت اقرب الى الصراخ هل يمكن ان يحدث هذا لنا لو كنا في مطار اسرائيلي؟!

اكيد انك متشوقون الآن لمعرفة باقي القصة وكيف حصلت على حقائبي.. في صباح اليوم التالي وانا اتجه من التيرمينال 1 الى 2 صادفت موظفا آسيويا من البلد الذي كنت فيه وتعرفت عليه ودار بيننا حديث قصير عن بلده فأخبرته بما عانيت منه يوم أمس، فتحدث الرجل (وكان نعم الرجل) مع زميل له بلغتهم المحلية ولم اعرف ماذا قالوا.. لكنه قال لي اطمئن ستنقل حقائبك الآن الى الطائرة المتجهة الى بغداد.. تخيلت أنه يجاملني ويخفف عني، فشكرته وسافرت.. ولكني فعلا وجدت حقائبي عند وصولي الى مطار بغداد..!

قارنت بين هذا الرجل الاسيوي البسيط (الذي لم تجمعني به أواصر العروبة) وتصرفه الحضاري وبين تصرف موظفي الجوازات والامن في مطار دبي الذين كانوا مع الاسف يضعون العقال على رؤوسهم، وليتهم ما وضعوه ليسيئوا الى العروبة والاسلام بسلوكم المشين تجاه اخوانهم في الدين والعروبة.

بعد ان رويت قصتي.. أليس من حقي ان اسأل الشيخ محمد بن راشد المكتوم حاكم دبي والمسؤولين معه سؤالين او ثلاثة لا انتظر جوابا عليها ولكي ليطلعوا عن كيفية معاملة العراقي في بلدهم العزيز الغني زاده الله عزا وغناء :

1. اذا كنتم لا تريدون ان يمرّ العراقي (خوفا من مرض معدي) في مطاركم ادامه الله عليكم.. فالامر بسيط للغاية.. لماذا لا تبلغوا شركات الطيران في كل انحاء العالم لترفض قبول اي عراقي على طائراتها المتوقفة في مطاركم ؟

2. هل هذا التصرف الحضاري ينسجم وتعليمات منظمة الطيران الدولية (اياتا)؟

3. هل هذا التصرف الحضاري ينسجم مع ايٍ من قيم العروبة والاسلام التي تؤمنون بها؟

4. هل، في تصوركم، يمكن ان يقع هذا التصرف الحضاري في اي بلد معاد للعرب والمسلمين؟

5. أليس في تصرف هؤلاء الموظفين (العرب) مثال للطغيان الذي اشتهر به فرعون بعد ان اعطاه الله عز وجل ما اعطاه؟ أليس حريا بهم ان يتذكروا ما حل بفرعون الذي طغا وتكبر .

أما بالنسبة لي فقد أقسمت برب العزة الذي اعطاكم المال وجعلكم تتصرفون مع ابناء العراق احفاد سومر واكد وهارون الرشيد والمتنبي وغيرهم بهذا التصرف اللاحضاري ان لا تطأ قدمي مطارا من مطاراتكم. ولكن دافعي للكتابة هو تنبيه اخواني العراقيين لئلا يقعوا بما وقعت به ..

كما ان قصدي من وراء كتابة هذا الموضوع المؤلم ان يسمع المسؤولين الكبار في دبي بهذا التصرف .. فقد يكونوا لم يسمعوا بمثل هذا الاجراء الغريب !! واخيرا اود ان اقول لهؤلاء الموظفين العرب ، انه اذا كان العراق يمر الآن بسنوات محنة بسبب تسهيلات جيرانه وعدوان دول الطغيان.. فإن دوام الحال من المحال.. وسيرجع العراقيين سادة كرام كما عرفهم العالم دائما، ولكن ثقوا انهم سوف لن ينسوا مثل هذه الاساءات.. لأنها طعنة في كرامة وعزة العراقي.

ليست هناك تعليقات: