السبت، ٢٦ كانون الثاني ٢٠٠٨

محقق أمريكي: صدام لم يتوقع الغزو وتباهي بالأسلحة لردع إيران



المصدر CNN

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشف محقق بمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بالولايات المتحدة، عما اعتبره "أخطاء في حسابات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين"، الذي أوهم العالم بإمتلاكه لسلاح نووي لردع الخصم الإيراني، واستبعاده شن الولايات المتحدة عملية عسكرية كبرى ضد العراق.

وذكر العميل جورج بيرو، الذي استجوب صدام فور اعتقاله، في مقابلة مع شبكة CBS، ستبث الأحد، أن صدام توقع ضربات جوية أمريكية محدودة، وليس غزواً عسكرياً واسعاً، واعتقد أنه سيظل محتفظاً بالسلطة.

وقال بيرو: "أخبرني إنه أخطأ التقديرات حول نوايا الرئيس جورج بوش.. كان يعتقد أن الولايات المتحدة ستنتقم بعمليات عسكرية على ذات منوال عام 1998، التي انحصرت في عمليات جوية استغرقت أربعة أيام"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وتابع في حديثه عن الرئيس العراقي الراحل، قائلاً: "لقد نجا من تلك العملية العسكرية، وكان راغباً في قبول هذا النمط من الضربات العسكرية."

وتأتي تصريحات العميل الفيدرالي مطابقة لإفادة مسؤول عراقي سابق، في حديث للأسوشيتد برس عام 2003، بأن صدام لم يتوقع غزواً أمريكياً، وأنه تعمد عدم الكشف عن حقيقة برنامج أسلحة الدمار الشامل.

ودأب الرئيس العراقي الراحل على نفي امتلاك نظامه أسلحة دمار شامل، فيما رفض دخول مفتشي الأمم المتحدة إلى البلاد من عام 1998 وحتى 2002. وتذمرت طواقم التفتيش الدولي، عند عودتها النهائية للعراق في نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام، من عدم تعاون النظام العراقي.

وكان بيرو، أمريكي من أصل لبنان، قد استجوب صدام لمدة سبعة أشهر، في خطة اعتمد خلالها العميل الفيدرالي على كسب ثقة الرئيس العراقي الراحل، وإقناعه بأنه مبعوث بارز يرفع تقاريره إلى الرئيس الأمريكي مباشرة، وفق ما جاء في الموقع الإلكتروني لـCBS.

وبجانب ذلك، عمل المحقق، من القلائل الذين يجيدون اللغة العربية، على كسب ود صدام بتزويده بحاجياته للكتابة ومستحضرات النظافة.

وذكر العميل الفيدرالي أنه عندما أصبح الغزو مؤكداً، سأل صدام قادته العسكريين إن كان في مقدورهم صد الغزاة لأسبوعين: ومن ثم التحول إلى ما دعاه بـ"حرب سرية."

ونفى قناعته بوقوف صدام وراء عناصر العراق المسلحة، وأضاف منوهاً: "أراد أن ينسب إليه فضل المقاومة."

وقال إن صدام رفض الاعتراف بعدم امتلاكه برنامج أسلحة دمار بدعوى درء خطر الجارة إيران، واستطرد بيرو قائلاً: "بالنسبة له (صدام) كان من الضروري للغاية أن يواصل دور القوي والمتحدي.. أعتقد بإدعاء امتلاكه لتلك الأسلحة سيردع الإيرانيين من إعادة غزو العراق.""

وأورد بيرو إن صدام كان ينوي استئناف برنامجه التسليحي، وكان يمتلك الإمكانيات البشرية اللازمة لمواصلة مسعاه لامتلاك السلاح الكيماوي والبيولوجي والنووي.

يُشار إلى أن اعتقال صدام حسين استغرق تسعة أشهر، وفي هذا الشأن قال بيرو إنه "كان يتباهى بالحيل التي استخدمها لتفادي الوقوع في أيدينا، بتغيير سياراته والطريقة التي يتنقل بها، وإجراءاته الأمنية، كان يريد القول إنه تمكن من خداعنا".

ليست هناك تعليقات: